تعد الصداقة قيمة كبيرة فى حياة كل منا
فاختيار الصديق يتوقف علية نظرة الأخرين للإنسان فقد يدفعك صديقك الى الشر فيذمك الناس ولذلك ينبغى علينا اختيار
أصدقائنا بعناية
يجب عليك متى حصل لك صديق أن تكثر مراعاته وتبالغ فى تفقد ولا تستهين باليسير من حقه عند مهم يعرض له أو حادث يحدث به . فأما فى أوقات الرخاء فينبغى أن تلقاه بالوجه الطلق والخلق الرحب وأن تظهر له فى عينك وحركاتك وفى هشاشتك وارتياحك عند مشاهدته إياك ما يزداد به فى كل يوم وكل حال ثقةّ بمودتك وسكونا إليك ويرى السرور فيها فى جميع أعضائك التى يظهر السرور فيها إذا لقيك فان التحفى الشديد عند طلعة الصديق لا يخفى .
ثم ينبغى أن تفعل مثل ذلك بمن تعلم أنه يؤثره ويحبه من جار أو صديق أو ولد أوتابع أو حاشية وتثنى عليهم من غير إسراف يخرج بك إلى الملق الذى يمقته عليك
ويظهر له منك تكلف فيه وإنما يتم لك ذلك إذا توخيت الصدق فى كل ما تثنى به عليه .
واعلم ان مشاركة الصديق فى السراء وان كانت واجبة عليك فإن مشاركته فى الضراء اوجب وقيمتها عنده أعظم وانظر عند ذلك إن أصابته نكبه أو لحقته مصيبة أو عثر به الدهر كيف تكون مواساتك له بنفسك ومالك وكيف يظهر له تفقدك ومراعاتك .
ولاتنتظرن بأن يسألك تصريحا لما فى قلبه بل اطلع على قلبه وما بداخله من حزن والم وضيق وواجب عليك ان تشاركه فيما لحق به من حزن وتخفف عنه .
وان بلغت مرتبة من الغنى فأشرك اخوتك فيها من غير امتنان ولا تطاول وان رأيت من بعضهم نقصانا مما عهدته فاختلط به واجتذبه إليك فإنك إن أنفت من ذلك أو داخلك شئ من الكبر عليهم انتقض حبل المودة معه ومع ذلك فلست تأمن ان يزول عنك الغنى فتستحى منهم وتضطر إلى قطيعطهم حتى لا تنظر إليهم ثم حافظ على تلك الشروط بالمداومة عليها لتبقى المودة على حالها .
واحذر:
احذر النميمة وسماعها وذلك لأن الأشرار يدخلون بين الأخيار فى صورة النصحاء فيجعلوهم يصدقون النصيحة وينقلون اخبار اصدقائهم محرفة وكاذبة
واحذر فى صديقك إن كنت متحليا بأدب وعلم أن تبخل بهما عليه أو يرى فيك أنك مستبدا ً .
واحذر ان تنبسط بأصحابك وأن تحمل أحداً منهم تغصبه على ذكر شئ فى داخله وتستهين فى عيب به وكيف تحتمل ذلك فيه وانت عينه وقلبه وخليفته على
الناس
ونحن نكتفى بهذا القدر من الإيمان ولست أترك مع إيجازوالإختصار تعظيم هذا الباب ولتعلم أن القدماء إنما ألقوا فيه الكتب وضربوا له الأمثال وأكثروا فيه الوصايا إن النفع العظيم لعند السامعين من الأخيار ولما خافوه من الضررالكثير على من يستهين به .
إرسال تعليق